صعودنا إلى المنصات يعني أن المرأة العمانية قادرة أن تحقق وترفع اسم الوطن حتى في رياضة كانت حكرا على الرجال.
البحّارة العُمانية ابتسام السالمية أولى خريجات برنامج الإبحار النسائي الذي أطلقته عمان للإبحار.
وعن بداياتها وتجربتها وإنجازاتها وتحدياتها في عالم الابحار حدثتنا ابتسام:
بداية الطريق نحو الإبحار:
كانت بدايتي في عالم الإبحار محض صدفة قادتني إلى شغفٍ عميق. كنت طالبة في كلية عُمان للسياحة، وكان ضمن متطلبات دراستي التطوع في إحدى الفعاليات. وقع اختياري على فعالية نظمتها عُمان للإبحار لمدة ثلاثة أيام، فكانت هي اللحظة التي أشعلت بداخلي حب البحر. حين سمعت عن برنامج الإبحار النسائي الذي أطلقته عُمان للإبحار في عام 2011، شعرت برغبة قوية في الانضمام. التحقت كإحدى أوائل النساء في هذا البرنامج، حيث لم تكن هناك أي امرأة عمانية تمارس هذه الرياضة قبلي. وبعد ستة أشهر من التدريب المكثف، تخرجت كمدربة إبحار شراعي، لأبدأ رحلتي في التدريب ومن ثم الانضمام للفريق النسائي، حيث شاركت في السباقات والمنافسات، محققة إنجازات لا تُنسى.
نجاحات وإنجازات:
يعتبر سباق “مسقط ريجاتا” أول سباق دولي أشارك فيه في عام 2012، حيث حصلت فيه على المركز الأول في فئة القوارب الفردية، وكانت هذه بداية قوية ومليئة بالفخر. ومن أبرز محطات مسيرتي أيضاً المشاركة في السباق المحيطي للإبحار من ألمانيا إلى فرنسا، ضمن فريق يضم بحارة محترفين من جنسيات متعددة، وتمكنا من تحقيق المركز الأول، مما عزز وجودي كبحارة عُمانية وسط فريق عالمي. منذ عام 2012، أبحرت في 13 نوعًا مختلفًا من القوارب الشراعية وحققت نجاحات عديدة رفعت اسم عُمان عاليًا، سواء كفرد أو ضمن الفريق النسائي العُماني الذي تألقنا من خلاله في منافسات دولية مثل الطواف الفرنسي. وقد حققنا المركز الأول في مهرجان صور للرياضات البحرية لعام 2022 والمركز الثالث في فعالية أسبوع المصنعة، كما حصلت أيضًا على شهادة المحكم الوطني المعتمدة من الاتحاد الآسيوي للإبحار الشراعي.
برنامج الإبحار الشراعي النسائي:
أشعر اليوم بفخر كبير كوني من أوائل الخريجات من برنامج الإبحار النسائي الذي أطلقته عُمان للإبحار في 2011. كان هذا البرنامج نقطة تحول كبيرة، وهو يعكس دعم المجتمع والحكومة للمرأة العُمانية وتطوير إمكانياتها لتحقيق أحلامها. كان الهدف من البرنامج إنشاء فريق نسائي عُماني يتنافس في بطولات الإبحار الشراعي، ليكون بذلك الأول من نوعه في سلطنة عُمان والخليج العربي. وفي عام 2012، تم تخريج 30 امرأة، وكانت أول مشاركة لنا كفريق نسائي عُماني في سباق الطواف العربي لعام 2012، لتبدأ بذلك رحلتنا في عالم الإبحار الشراعي.
التحديات والصعوبات:
لم يكن الطريق سهلاً؛ فقد اخترت رياضة لم تكن مألوفة للمرأة في مجتمعنا. ورغم التحديات، فإنني أشعر بالفخر العميق لكوني جزءاً من هذا المجتمع الذي يؤمن بقدرة المرأة ويشجعها على تحقيق طموحاتها. من خلال برنامج الإبحار الشراعي النسائي، أتيحت لي الفرصة، ووجدت الدعم والتشجيع لخوض هذا المجال. شعوري بالفخر يتضاعف عندما أرفع علم عُمان في المحافل الدولية وأكون رمزًا للمرأة العُمانية القوية، القادرة على النجاح في ميادين كانت حكرًا على الرجال.
نصعد اليوم على منصات التتويج لنثبت للعالم أن المرأة العُمانية قادرة على العطاء في كافة المجالات، وسنواصل رحلتنا بإذن الله، لنترك بصمة عُمانية خالدة في عالم الإبحار الشراعي.